سورة القلم - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القلم)


        


{قال أوسطهم} أعدلهم وأفضلهم: {ألم أقل لكم لولا تسبحون} هلاَّ تستثنون، ومعنى التَّسبيح ها هنا الاستثناء بإنْ شاء الله؛ لأنَّه تعظيمٌ لله، وكلُّ تعظيمٍ لله فهو تسبيحٌ له.
{قالوا سبحان ربنا} نزَّهوه عن أن يكون ظالماً، وأقرُّوا على أنفسهم بالظُّلم فقالوا: {إنا كنا ظالمين}.
{فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون} يلوم بعضهم بعضاً بما فعلوا من الهرب من المساكين ومنع حقهم.
{قالوا يا ويلتنا إنا كنا طاغين} بمنع حقِّ الفقراء وترك الاستثناء.
{عسى ربنا أن يُبْدِلَنا خيراً منها} من هذه الجنَّة {إنا إلى ربنا راغبون}.
{كذلك العذاب} كما فعلنا بهم نفعل بمَنْ خالف أمرنا، ثمَّ بيَّن ما عند الله للمؤمنين فقال تعالى: {إنَّ للمتقين عند ربهم جنات النعيم} فلمَّا نزلت قال بعض قريش: إنْ كان ما تذكرون حقَّاً فإنَّ لنا في الآخرة أكثرَ ممَّا لكم، فنزل: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}. {ما لكم كيف تحكمون}.
{أم لكم كتاب} نزل من عند الله {فيه} ما تقولون {تدرسون} تُقرُّون ما فيه.
{إنَّ لكم فيه} في ذلك الكتاب {لما تخيرون} تختارون.
{أم لكم أيمان} عهودٌ ومواثيق {علينا بالغة} محكمةٌ لا ينقطع عهدها {إلى يوم القيامة إنَّ لكم لما تحكمون} تقضون. وكسرت {إنَّ} في الآيتين لمكان اللام في جوابها، وحقُّها الفتح لو لم تكن اللام.
ف {سلهم} يا محمد {أيهم بذلك} الذي يقولون من أنَّ لهم في الآخرة حظّاَ {زعيم} كفيلٌ لهم.
{أم لهم شركاء} آلهةٌ تكفل لهم بما يقولون {فليأتوا بشركائهم} لتكفل لهم {إن كانوا صادقين} فيما يقولون.
{يوم يكشف عن ساق} عن شدَّةٍ من الأمر، وهو يوم القيامة. قال ابنُ عبَّاس رضي الله عنه: أشدُّ ساعةٍ في القيامة، فصار كشف السَّاق عبارةً عن شدَّة الأمر {ويدعون إلى السجود} أَيْ: الكافرون والمنافقون {فلا يستطيعون} يصير ظهرهم طبقاً واحداً كلَّما أراد أن يسجد واحدٌ منهم خرَّ على قفاه.
{خاشعة أبصارهم} ذليلةً لا يرفعونها {ترهقهم} تغشاهم {ذلَّة وقد كانوا يدعون إلى السجود} في الدُّنيا {وهم سالمون} فيأبون ولا يسجدون لله.
{فذرني ومَنْ يكذب بهذا الحديث} دعني والمُكذِّبين بهذا القرآن، أَيْ: كِلْهُمْ إليَّ ولا تشغل قلبك بهم، فإنِّي أكفيك أمرهم. {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} أَيْ: نأخذهم قليلاً قليلاً ولا نباغتهم.


{وأملي لهم} أُمهلهم كي يزدادوا تمادياً في الشِّرك {إنَّ كيدي متين} شديدٌ لا يطاق.
{أم تسألهم} بل أتسألهم على ما آتيتهم به من الرِّسالة {أجراً فهم من مغرم} ممَّا يعطونك {مُثقلون}.
{أم عندهم الغيب} علم ما في غدٍ {فهم يكتبون} يحكمون. وقوله: {ولا تكن كصاحب الحوت} كيونس في الضَّجر والعجلة {إذ نادى} دعا ربَّه {وهو مكظوم} مملوءٌ غمَّاً.
{لولا أن تداركه} أدركه {نعمة} رحمةٌ {من ربه لنبذ} لطرح حين ألقاه الحوت {بالعراء} بالأرض الفضاء الواسعة؛ لأنَّها خاليةٌ من البناء والإِنسان والأشجار {وهو مذموم} مجرم.
{فاجتباه ربه} فاختاره {فجعله من الصالحين} بأن رحمه وتاب عليه.
{وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر} أَيْ: إنَّهم لشدَّة إبغاضهم وعداوتهم لك إذا قرأت القرآن ينظرون إليك نظراً شديداً يكاد يصرعك ويسقطك عن مكانك {ويقولون إنه لمجنون}.
{وما هو} أَيْ: القرآن {إلاّ ذكر} عظةٌ {للعالمين}.

1 | 2